المسلسلات التركية
القليل من لا يعرف الدبلاج أو الدبلجة, لكن الكثير منا لا يعرف المعنى الحقيقة للدبلجة. الدبلجة فن أبتكر من أجل محاكاة العمل الفني ونقله إلى أي لغة كانت, والحقيقة أن هذا الفن يوفر الكثير من الجهد والمال والماكياج والإضاءة وغيرها لأنه عمل سبق أعداده, لكنه يحتاج إلى أصوات تحاكي المذيع أو الممثل. ومن أشهر أعمال الدبلجة هي المسلسلات المدبلجة التي دخل بعضها من النوافذ مثل المسلسلات المكسيكية والبعض الأخر دخل من أوسع الأبواب وعن طيب خاطر منا مثل المسلسلات التركية, فأصبحت جليس كل كل إنسان, تجتمع عليها العائلة وكأنهم على مائدة رمضانية. لقد احتلت هذه المسلسلات حيز كبيرمن قلوب الناس ومن تابعها وقع في براثنها وكأنها أخطبوط يلتف على فريسته. إن هذه الأعمال الفنية (الترهات الفنية) تصدرت كل الأعمال الأخرى وكأنه فيلم تصدر شباك التذاكر عدة سنوات, بل وطمست الأعمال الدرامية الأخرى كالمسلسلات المصرية والسورية وغيرها........, ويرجع السبب في نظري الى عدة أسباب أذكر منها: 1- قرب الدولية التركية من الدول العربية.2- التشابه في بعض العادات والتقاليد مع الدول العربية. 3- الدين الواحد الذي يجمع العرب مع الترك.4- العمق التاريخي المتمثل في العهد العثماني الذي مايزال إلى الآن آثاره قابعة فقي بعض البلدان.
لكن الأمر الذي يدعوا إلى التفكير طويلا وبإمعان هو ما يحصل في مجتمعاتنا, حيث أن الكل يتابع هذه الترهات, وأقصد الكل هنا الكبير والصغير والرجل والمرأة والولد والبنت وحتى الر ضع منهم تراهم أعينهم تفيض من الدمع أثناء المشاهدة, وأريد أن أضع يدي على الجرح وأقول أن الأطفال بالذات هم من اقصد, ذلك لأن الكبير قد يعرف ما ينفعه وما يضره لكن الأطفال, أطفالنا تلك الشريحة التي ستتأثر بما تشاهد وما ترى سوف تصبغ بصبغ العلمانية التركية. إن الكثير من الناس يعرف بأن الشعب التركي يدين بالإسلام ويعتنقها ويؤمن بالله الواحد الأحد ومحمد رسول من الله, ولكن هذا الشعب ومنذ أن حكمها مصطفى كمال الملقب بأتاتورك (أي أبو الأتراك) جعل من الدولة التركية الإسلامية دولة علمانية وفي سعي منها للدخول في الإتحاد الأوروبي أراد خلفاء أتاتورك المضي في العلمانية وحاربوا كل حزب يتخذ من الإسلام شعارا, ومن هنا أصبح للأتراك رداء الإسلام ولكن باطنهم يتغذى بالعلمانية الأوروبية فأصبحت عاداتهم كعادات آكلي لحم الخنزير وشاري الخمر ولاعبي الميسر, بل أصبح العلاقات المحرمة عندهم شئ عادي بل ونظرهم إلى الطفل اللقيط نظرة عادية فنرى السفور والتعري, إن كل هذه القضايا سوف تؤثر فينا وتمسح عنا الحشمة والحياء فإذا ما استيقظنا من غفلتنا لنكونن من الخاسرين. ومن هنا يجب إعادة النظر في هذه الترهات التركية بأن نتخذ حصنا منيعا منها وأن نعود إلى تراثنا وأصالتنا وتاريخنا, كذلك على المؤلفون والكتاب عليهم أن يجاروا العمل التركي سواء بالإنتاج أو الإخراج أو النص أو التمثيل وأن نعكس صورتنا من خلال أعمالنا الدرامية خصوصا وأن الشهر الكريم على الأبواب حيث تكثر المسلسلات والبرامج التلفزيونية.
والله ولي التوفيق